دافع المدرب الوطني رابح سعدان على الحارس
موبولحي الذي كلّفت هفوته الكبيرة المنتخب الوطني ضياع نقطتين ثمينتين
أمام المنتخب التانزاني،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال بصريح العبارة إن “ما يحدث له شخصيا يحدث مع مبولحي الذي كان بالأمس
القريب بطلا، وصار اليوم لا شيء لمجرّد أنه ارتكب هفوة بسيطة يرتكبها حتى
كبار حراس المرمى في العالم بأسره”.
تصريحات
عهدناها من سعدان الذي يجد دوما مخرجا ومبرّرات في حالة الخسارة أو فشل
لاعبيه في تطبيق ما يطالبهم به من خطط. لكن لغة الأرقام تتحدث عن مبولحي،
وتثبت أنه حتى الآن فشل في تعويض شاوشي أحسن تعويض، وتؤكد أنه لن يكون
حامي مرمى منتخبنا الذي انتظرناه بعد إقصاء شاوشي.
تانزانيا سجّلت عليه من بلغاريا! ولم
نكن نتصوّر بتاتا أن لـ تانزانيا لاعبين يصوبون من بعيد، بل ويغامرون
بالقذف من بعد أمتار تفوق 30 و35 م، لذلك لم نكترث بالمخالفة التي منحها
لهم الحكم “كوكو”، والتي تسبّب فيها قديورة مسجّل هدف التعادل بعد ذلك.
غير أن مهاجم تانزانيا صوب بقوة، ونجح في تصويبته مستغلا سذاجة حارسنا
مبولحي الذي ارتمى ولو يلحق بها وهي تزور شباكه، وكأني به تلقى قذفة من
تانزانيا إلى بلغاريا، بالنظر إلى بعد المسافة بين مرماه ومنفذ المخالفة
المباشرة، فسقط سقوطا حرّا في أول وآخر كرة أختبر بها سهرة يوم الجمعة.
أربعة على أربعة والحصيلة سلبيـة علـى طول الخـطلغة
الأرقام تضع سعدان في مأزق تجاه دفاعه عن مبولحي، لأن الحارس الجديد لـ
“سياسكا صوفيا” البلغاري معدل الأهداف التي تلقاها حتى الآن تحت ألوان
“الخضر“، صار هدفا في كل مباراة، فهو حتى الآن خاض أربع مباريات، تلقى
أربعة أهداف، هدف أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وهدفين أمام الغابون،
وهدف أمام تانزانيا وصفر هدف أمام إنجلترا فقط، وهي حصيلة تؤكد أنه مجرّد
حارس عادٍ يسقط مثلما يسقط أي حارس، وليس حارسا استثنائيا ندافع عنه عندما
يُخطئ.
حضر ثمّ غادر ثمّ عاد 48 ساعة قبل اللقاء ولعب أساسيا!وفضلا
عن سقوطه في كل مباراة حتى الآن، فإن تصرّفات هذا الوافد الغريب نوعا ما
(الغرابة تأكدنا منها يوم توفيت والدته ورفض حضور جنازتها) صارت تثير
الجدل، لأنه حضر مؤخرا في الموعد لتربص لقاء تانزانيا، وغادر بعدها بحجة
إمضائه المستعجل في الجار البلغاري لناديه السابق “سيسكا صوفيا”، قبل أن
يعود 48 ساعة إلى أرض الوطن، ليجد نفسه ودون تدريب أو تحضير حارسا أساسيا
للمنتخب في لقاء تانزانيا، والنتيجة في النهاية هدف مباغت قلص حظوظ
منتخبنا في التأهل إلى “الكان” منذ البداية.
الصحافـة الجزائريـة عدوّته التي يتفاداها في كلّ مناسبةتصرّفات
مبولحي الغريبة تجلت أيضا من خلال الطريقة التي يتعامل بها مع وسائل
الإعلام المحلية منذ قدومه بسويسرا، حيث يعدّ من بين اللاعبين القلائل
الذين يرفضون مواجهة الصحفيين وأسئلتهم، ولا ندري سبب هذه المقاطعة التي
صارت شبيهة بعداوة لا مبرّر لها، سوى أنه يرفض ربما من يسأله عن حياته
الشخصية، وعن الأسباب التي جعلته مثلا يحجم عن زيارة عائلته وحضور مراسيم
دفن والدته، أو ربما أمور أخرى شخصية وخاصة يتفادى التطرّق إليها، رغم أن
ما يهمّنا في نهاية المطاف أن نسأله عن أمور فنية بحتة لا علاقة لها لا
بماضيه ولا بأصوله ولا بجذوره.
شاوشي أفضل منه بكثير بشهادة كلّ الأخصائيينولن
نبالغ إن قلنا إن شاوشي الحارس السابق والمقصى من صفوف المنتخب حسب سعدان
لأسباب انضباطية، أفضل منه بكثير، وهذا بشهادة الأخصائيين الذين أجمعوا
على أن ابن برج منايل ما كان ليسمح لتلك المخالفة أن تخترق مرماه، لأنه
وبكل بساطة الحارس الأفضل على المستوى المحلي في الوقت الراهن.
هل يشعر مبولحي بالجزائر مثلما يشعر بها شاوشي!؟ولطالما
قال سعدان إن أسباب إبعاد شاوشي انضباطية بحتة، وقال أيضا إن ما يفعله هذا
الأخير خارج الملعب يعرفه العام والخاص، وهو تعدّ واضح على حياته الشخصية،
ثم أن شاوشي وحتى إن سلمنا أنه فعل ما قاله سعدان، فهو ليس الوحيد الذي
يفعل ذلك، لأن المنتخب الوطني اليوم يضمّ لاعبين يفعلون ما يحلوا لهم خارج
أسوار المنتخب، ويرفضون أن يتدخل أيّ طرف في حياتهم الشخصية، وهذا من حقهم
بما أن الأمر خاص، ومن حقّ شاوشي أيضا ألا يتدخل أيضا أي شخص في حياته
الشخصية ما دام فوق الميدان أبثت أنه أكبر الحراس محليا، وأكبر من مبولحي
الذي يستحقّ أن يكون ضمن ثلاثي حراس مرمى المنتخب، لكن أن يكون أوّلهم
فهذا ما لا بدّ أن يُعاد النظر فيه، لأن معايير حبّ الوطن، والغيرة على
ألوانها، والحرارة في الدفاع عنها بكل قوة تلعب دورا أيضا، ولا أعتقد أن
هذه المعايير متوفرة أو تولدت في نفس مبولحي الذي لم يزر الجزائر منذ
ولادته سوى يوم واجهنا المنتخب الغابوني منذ أقل من شهر، حتى لا نقول إنه
لا يعرف عنها ولا عن تاريخها شيئا.
